الأحد، 22 مارس 2015

كناشة الأسبوع. -1-





(0)


منذ فترة ابتعت حاسبًا جديدًا، لم أفكر بنقل ملفاتي من القديم إليه إلا منذ أيام، حيث بدأ القديم بضعف الاستجابة. وأنا أتصفّح المستندات لأرى ما أريد نقله، وجدت تسع تدوينات غير مكتملة، ولا أدري ما أفعل بها. عادت هذه الفكرة لتُلح عليّ، كناشة الأسبوع، تدوينات أكتب فيها عمّا رأيت أو قرأت أو سمعت خلال الأسبوع، أشياء متفرقة لا أتناولها بعمق، أدوّن فيها ما يمكن أن يُدون في كُناشة فعليّة، مباشرةً من الذاكرة. هذه المرة عادت لتصبح حلًا للتدوينات غير المكتملة، لكنني بعد أن حاولت جمعها، لم يكن ذلك ممكنًا، لم تُكتب في الأساس إلا لتصبح تدوينات مستقلة، تتطرق لما أردت تناوله بتفصيل، ليتني أكملها يومًا.




(1)


إلى وقتٍ قريب، كان لدي لبس، لم أكن أعرف الحدود التي تفصل بين "بريطانيا العظمى، إنجلترا، المملكة المتحدة." وبعد البحث توصّلت إلى التالي:


من الجزء إلى الكل، لدينا إنجلترا، وهي دولة من الدول الثلاثة (ويلز، أسكتلندا وإنجلترا.) التي تقع في جزيرة بريطانيا العظمى، وإحدى أربع دول تكوّن المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، من الواضح أن الدولة الرابعة هي إيرلندا الشماليّة والتي تقع على جزيرة إيرلندا. بريطانيا العظمى مصطلح جغرافي، وهي إحدى أكبر الجزر البريطانية، الجزر البريطانية التي تتكون من جزيرة بريطانيا العظمى وجزيرة إيرلندا وأكثر من ست آلاف جزيرة صغيرة أخرى. بسيطة وواضحة للغاية، لم يكن يلزمني غير قراءة استغرقت بضع دقائق لتتضح لي الأمور.




(2)


أعتقد أن أكثر معلومة غير متوقعة، بل وصادمة، عرفتها مؤخرًا أن الطيران الإيطالي قصف الظهران بالخطأ إبّان الحرب العالمية الثانية بالخطأ. عندما انضمت إيطاليا إلى ألمانيا عام 1940م. كانت إيطاليا آنذاك برئاسة موسوليني، كانت هنالك أوامر بقصف مصافي النفط في البحرين، والتي كانت تحت الحماية البريطانية، لقطع الامدادات عن الجيش. فانطلقت أربع طائرات إيطالية من جزيرة يونانيّة للقيام بالمهمة. ثلاث منها قصفت البحرين، والرابعة ظل طاقمها الطريق وقصفوا منشآت نفطيّة في الظهران ظنًّا منهم أنهم يحلقون فوق البحرين، لكن لم تُخلّف العمليّة أية خسائر في الأرواح، إنما أضرار بسيطة في أنابيب نفط ومياه. هنا مزيد من التفاصيل حول الغارة، من مذكرات أحد الطيارين.




(3)


نعود إلى بريطانيا العظمى، وأنا أبحث عن بعض الأحداث في التاريخ البريطاني عثرت على هذا الخط الزمني حول التاريخ البريطاني في موقع بي بي سي –بالإنجليزيّة-، يمكنك تخصيص البحث عن أحداث وقعت في أحد الدولة الأربعة المكوّنة للملكة المتحدة، أو البحث فيها جميعًا، يمكنك البحث عن حدث معين في تبويب البحث، أو كتابة كلمة مفتاحيّة، يمكنه أيضًا أن يأخذك في جولة لتتعرف على موضوعٍ ما، يوجد الكثير من التفاصيل تظهر بالنقر على تواريخ أو عناوين معينة. 


(4)



مررت بالبورتريه أعلاه لجيفري تشوسر، لفتت انتباهي المسبحة في يده، كنت أعتقد أنها غير موجودة إلا في التراث الإسلامي. لكن المسبحة أو السبحة "rosary"، فمستخدمة في ديانات عدّة، كان أول ظهور لها في الهندوسيّة قرابة القرن الثامن قبل الميلاد، انتقلت إلى المسيحيّة في الشرق خلال القرن الثالث بعد الميلاد، ولم تصل إلى مسيحيي أوروبا إلا في العصور الوسطى، وأصبحت تستخدم عند تلاوة الصلوات في الكنائس منذ عام 1520م. يختلف طول المسبحة –عدد خرزاتها- بحسب استخداماتها من حيث تكرار التسبيح أو الاستغفار أو الصلوات. أصل مفردة Bead" " –أي خرزة- المفردة الآنجلو-ساكسونيّة  "Bede" والتي تعني صلاة. بقي أن نقول أن إحدى الصلوات المسيحيّة اسمها "The Rosary"، ومتى ما جاءت المفردة بحرف أول كبير "Capital" فهي تشير إلى الصلاة، لا المسبحة ذاتها.




(5)


الطباعة "Typing" أم الكتابة "Handwriting

شاهدت هذا المقطع القصير لكلايف ثومبسون حول تأثير وسيلة الكتابة على التفكير، كان ملخّصه أن الأفضل أن تتلقى المعلومات أو المعرفة بالقلم، وتنتجها بلوحة المفاتيح؛ بمعنى أنه يجدر بنا كتابة الملاحظات خلال المحاضرات مثلًا باليد، لأن هذا يساعد على تذكر واستيعاب ما كتبناه، فقد توصل الباحثون إلى هذا من خلال اختبار أُجري لمجموعتين من الطلبة، إحدى المجموعتين، المجموعة الأولى، كتبوا الملاحظات خلال المحاضرات بأيديهم، والأخرى كتبوا الملاحظات في أجهزتهم، باستخدام لوحة المفاتيح، كانت المجموعة الأولى الأفضل في تذكر واسترجاع المعلومات من الأخرى. أمّا عند كتابة مقالات أو تدوينات مثلًا، حين انتاج المعرفة، فالطباعة –الكتابة بواسطة لوحة مفاتيح- وكلما زادت سرعة الطباعة، قل هروب الأفكار، وازدادت جودة المكتوب. من يطبع بشكلٍ سريع، تتاح له فرصة كتابة جمل طويلة وأفكار أكبر. يقول المتحدّث بأنه عند تعليمك الناس الطباعة فأنت تتيح لهم القدرة على التفكير، عندما تعلمهم الطباعة بشكل أسرع فأنت تساعدهم على التعبير عن أفكارهم بشكل جيد. إذا ما تعلّق الأمر بالتفكير والكتابة، ينصح كلايف ثومبسون أن تطبع بأسرع ما يمكنك، لتتدارك تدفّق الأفكار، وأن تحمل معك دائمًا قلم رصاص، لتسجل ملاحظاتك.




(6)
كتبت بداية التدوينة، النقطة (0) بالأمس. أمّا اليوم فشاشة الحاسب الجديد مكسورة!