الخميس، 26 أبريل 2012

نمت نومة فيل.


منذ أشهر وأنا نومي فاسِد. لم أعد أعانق الليل حين يأتي، أحيانًا أهمله حتى يُشارف على الذهاب ثم أنزلق في النوم لكن الليل دقيق في مواعيده، لا ينتظرني ويُمدّد فترة البقاء حتى أتملّأ نومًا، لا .. إنه يُغادر.



قبل أسبوعين، بعد إرهاقٍ طويل وإضراب عن النّوم لما يُقارب اليوم انتظارًا لليل حتى ألتحق بركب الليل من أوّله، لم أنم. كان رداء النّوم مخلوع عني حتى قارب المؤذن أن يُنادي لصلاة الفجر، حينها غفوت ساعة ونصف ربّما أو تزيد إلى ساعتين استيقظت بعدها لأنه يومٍ دراسي بائس عليّ الشروع فيه. بعد ساعات الدراسة عُدت للمنزل وعزمت على اجتناب النّوم حتى اللّيل، حتى أُعاقبه على خسّته في الليلة المُنصرمة. كيف لا يأتي وأنا قد احتفظت بيقظتي طيلة النهار لأترك له الحيّز ليلًا؟ أم أنني لشدة تمسّكي باليقظة نهارًا صعب عليها أن تنفكّ بعد ذلك بسرعة وسهولة؟ .. لا أدري.

ليلتها، سبقتُ والنّومُ الليل واتحدنا قبل أن يحلّ، ولم ننفصل إلا اليوم التالي قبل منتصف النهار بقليل. شعرت بها "نومة" طويلة وكنت أُقول بأنني نمت "نومة فيلة". لا أعلم كيف جاءت جملة كهذه على لساني خاصةً أنني لم أفكر في نوم الفيل من قبل فضلًا عن أنني لا أعرف عنه شيئًا أبدًا. لكن العبارة بدت لي لوهلة بأنها بليغة، وأن الفيل ينام طويلًا وهذا ما تبيّن لي لاحقًا كونه "مضروب" مثله مثل تصاريح المسئولون في بلدي. بالمناسبةّ، يُخيّل لي أحيانًا بأن الفيل أصلها "فئل" لكن العاميّة أفسدتها!

بالأمس بحثت عن موضوع نوم الفيل، وصار أن وجدت أن الفيل لا ينام إلا أربع ساعات، وغير مُتّصلة أيضًا. نصف ساعة ثم يستيقظ ويمارس حياته كما هي ليعود ويكمل نومه المتقطّع وهكذا. والحق أنني كنت أنام نومة فيل طيلة الأشهر التي سبقت تلك الليلة لا تلك الليلة.

وكما قيل، "الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة" .. حسنًا أقصد أن الأشياء ليست كما نظنها عليه من الخارج، كما أن الفيل ذو الضخامة لا يشترط أن يكون ذو نومٍ طويل.


عمتم صباحًا.