( وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا
بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا
أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى
طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ
بِكُمْ أَحَدًا.)
عقب
صلاة الجمعة، 22 شباط، 2013 كان التلفاز على إحدى قنوات تلاوة القرآن الكريم
والسورة التي تُتلى كانت سورة الكهف، وضع أبي عليها وقال لنا أن نستمع لنعرف
التلاوة الصحيحة للآيات. أشارت لي أمي بأن أنشر الملابس على حبل الغسيل، أخذتها ومررت
بالصالة التي يرتفع فيها صوت التلاوة وكانت التلاوة قد وصلت إلى الآية أعلاه.
وعلى
أساس أنني أُحب التركيز في الآيات القرآنية أخذني التركيز إلى
"وَرِقِكُمْ"، باعتبار أن المقصود هنا العملة الورقيّة. ورحت أفكّر إذا
كانت العملة الورقيّة قد اختُرعت وتم احتكارها في الصين إلى القرن الرابع عشر
الميلادي حين وصلت إلى أوروبا. فمن أين لأهل الكهف بالعملة الورقيّة هذه؟ وإذا كان
أهل الكهف من الصين أم من بلاد الشام كما يرجّح أغلب العلماء.
سبب
نزول الآيات بحسب تفسير ابن كثير أن قريش أرسلوا لأحبار اليهود في المدينة يستفتون
في أمر محمّد عليه الصلاة والسلام، لأنهم أهل الكتاب الأول ولديهم من علم الأنبياء
ما ليس عند قريش، فقال لهم الأحبار اسألوه عن ثلاثة إن أجابكم عليها فهو نبي مُرسل
وكان من بين الثلاثة "سَلُوهُ عَنْ فِتْيَة ذَهَبُوا فِي الدَّهْر الْأَوَّل مَا
كَانَ مِنْ أَمْرهمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانَ لَهُمْ حَدِيث عَجَب" وكان
المقصود بهذا السؤال فتية الكهف.
تم
اختراع العملة الورقيّة في الصين في عهد مملكة تانغ (618م – 907م) الموافق –بالتقريب-
(4 ق.هـ. – 294 هـ) وكانت فترة حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام (571م- 632م) الموافق
(52 ق.هـ. – 11 هـ) بما يعني أنهم تقريبًا في حقبة واحدة إذا كان اختراع العملة في
بداية العهد، ولم يمر على الحادثة وقت طويل، وبحكم أنه لا ذكر لعدد السنين فلا
يُمكنني الجزم بكونهم وقتها كانوا في نومهم أم لا، كما أن هذا لا يُعطي أي اعتبار
لسؤال اليهود عن هذا الأمر إذا كان قد حصل حديثًا، أعني أن قريش سألتهم لتعرف من
كتبهم أخبار من سبَق، وبذلك لا يُمكن أن يكون الأمر حديث عهد.
حين
وصلت إلى هذه النقطة من التحليل، اتّجهت إلى القاموس الإلكتروني وكتبت
"وَرِق" بكسر الراء وبحثت، فكانت النتيجة : "الوَرِقُ: الفِضَّة، مضروبةً
كانت أَو غيرَ مضروبة. والجمع: أوراقٌ، ووِراقٌ." ويعني هذا أن ما كان معهم
لم يكن نقودًا ورقيّة، إنما فضة. وبهذا سخرت مني حركة الكسرة وقالت أن علي أن
أركّز لاحقًا في الحركات، فرب حركة غيّرت كل النتيجة. لا أدري ما كنت أريد الوصول
إليه، لكن الكسرة قالت بأنني "أبحث في غرفة مظلمة عن قطة سوداء لم تكن
فيها." : ) يوم طيّب.