الجمعة، 13 يناير 2017

تدوينة باهتة قليلًا.



 
Sharon Nowlan.

(0)

في عام 2012م. سألت في تويتر: "من يعرف حشرة "المُبَشِّر؟"" ولم أجد إجابة. لا أقصد حشرة اليعسوب المعروفة بأبو بشير، لأن حشرتي التي أبحث عنها مختلفة. منذ ذاك رأيتها في مرات قليلة، دون هاتفي المزوّد بكاميرا، لم أتمكن من تصويرها ثم تكبير الصورة من أجل معرفة أوصافها لغرض البحث عنها. في إحدى المرات التي رأيتها فيها، وضعت عليها غطاء علبة حلوى، إلى أن أحضر هاتفي لألتقط لها صورة، لم تكن غرفتي تبعد كثيرًا عن المطبخ، حيث حبستها، لكنني خشيت أن تختنق بسرعة وتموت وأنا في نصف الطريق، لم أعد طبعًا إليها دون الهاتف لكنني أسرعت كثيرًا، حتى أنني كنت أركض في وقت متأخر من الليل، والبيت ساكن، والكل نيام، ووقع خطواتي في البيت الفارغ كان يصل إلى كل أطرافه، الأمر الذي قد يوقظ أحدًا من عائلتي وهذه مخاطرة! لم أجدها، قلّبت الغطاء فوجدت أن في إحدى جوانب الغطاء كسر سمح لها بالخروج، ثم لم أصادفها مجدّدًا. قبل أيّام كانت تتجوّل بجانبي، وهاتفي في يدي، سعدت! التقطت لها صورًا عديدة، وسجّلت لها فيديو أيضًا، تفحّصتها جيدًا بعدها وكتبت صفاتها في محرّك البحث "قوقل": حشرة بستة أرجل وأربعة قرون استشعار. حشرة لها ستة أرجل، ذيلان، قرنا استشعار. حشرة لها ستة أرجل وذيلان قصيران وذيل طويل وقرنا استشعار. حشرة بستة أرجل وأربعة قرون استشعار وذيل طويل، هذه الأخيرة التي أوصلتني لها! –تبيّن لي لاحقًا أنهما قرنا استشعار وقرنان شرجيّان-. حقًا كنت "متشفّقة" على معرفة أي شيء عن هذه الحشرة، ليست الوحيدة طبعًا التي أود أن أعرف عنها، لكن هذه وضعها مختلف من أجل ما ترتبط به في بيتنا.


(1)

السمكة الفضيّة - رسم: كريستفور رِن.
حشرة السمك الفضّي، أو لاحسة السكّر، أو سمكة الحائط، (الاسم العلمي: ليبيسما سكريّة - Lepisma Saccharina . حشرة تتغذّى على الأوراق وبعض الأطعمة، تتواجد في الأجواء الرطبة، تعيش من سنتين إلى ثمان سنوات، وقد تعيش لسنة دون طعام. تعتبر من "دود الكتب". أول مصدر فيما أعرف أشار لها كونها "دودة كتب" كتاب "ميكروغرافيا - Micrographia" من تأليف روبرت هوك – Robert Hooke ورسم: كريستفور رِن - Christopher Wren. نشره في 1665م. وصفها فيه بأنها "أسنان الزمان". الكتاب الأول الذي يرد فيه رسوم توضيحيّة للعديد من الحشرات والنباتات التي تُرسم مفصّلة لأول مرة، حيث استعان في هذا بمجهر مركّب، وهو متاح "أون لاين" بشكل قانوني بالمناسبة. 

سبب تسميتها بالسمكة الفضيّة، لأنها تشبه السمكة في الشكل والحركة، ويميل لونها إلى الفضّي. أما لاحسة السكّر فلأنها تتغذى على السكريّات أو النشويّات، دودة الكتب لأنها ببساطة تأكل الكتب. وأنا أقرأ عنها مرت بي إحدى المقالات التي تنبّه إلى أن تسمية آكلات الورق من الحشرات بدود الكتب تسمية غير صائبة، لأن من تأكل الكتب حشرات وليست ديدان. 

خنفساء السيتونا.
لماذا نسمّيها في بيتنا بالمبشِّر؟ لأن ظهورها يسبق عودة أبي من عمله في مدينة أخرى، أو هطول المطر. لا أعلم إن كانت تسميتها بالمبشِّر متداولة أم لا، لكن أيضًا في المدرسة إذا لم يكن هذا من تخبّط الذاكرة كانت بعض الزميلات ينادينها بهذا الاسم. هل تسمّينها وتسمّونها بالمبشِّر؟ هل من حشرة أخرى تحمل هذا الاسم لديكن ولديكم غير اليعسوب؟ أود أن أعرف هذا. –أعدت فتح التعليقات بالمناسبة-. لهذا السبب، أعني ارتباطها بعودة أبي والمطر، لأنها تُبشّرنا بفرحتين، تهمّني معرفتها أكثر من بقيّة الحشرات التي مررت بها في حياتي وأرغبّ بمعرفة المزيد عنها، كالسيتونا مثلًا، التي دلّتني عليها الصديقة: نورة الشريف. لم أكن أعرف لها اسمًا غير وصفها الذي نتداوله: "الخنفوس اللي يلصق." لأنها تتشبّث بأرجلها كما لو أنها لصقت فعلًا، كنت أمسكها فتتشبّث في إصبعي، مهما أنفضه لا تتزحزح. كما أنها حين نقلبها على ظهرها لا تتحرك أبدًا ولا تحاول أن تنقلب على بطنها –قرأت أنها حيلة تتظاهر من خلالها بالموت حتى لا تتعرّض للخطر-. قبل أشهر عثرت عليها في حوش البيت، أردت أن أمسك بها لأصوّرها لكنني جبنت، يبدو أن شجاعتي تتراجع كلما كبرت. 

أثناء البحث عنها مررت بهذا الموقع، الحياة البريّة في السعودية، وهو موقع جميل جدًا يجمع معلومات وصور للكائنات الحيّة في منطقة الجزيرة العربية، الباقية والمنقرضة أيضًا، يقوم عليه أساتذة ومختصّون في علم البيئة. منه أيضًا عرفت اسم حشرة ثالثة لطالما رغبت بمعرفة اسمها: "فراشة دودة الخس القارضة" -لم أجد لها صورة جيّدة أضعها، لكن يمكنكن ويمكنكم مشاهدتها في محرك قوقل الصوري أو هنا- اسمها المتداول لدينا: "صقير عليّة"، صقير تصغير صقر، أما عليّة فلا أدري من هي، ربّما أنها فتاة صغيرة اعتقدت هذه الفراشة صقرًا، أو ربّما عاملتها كما يعامل الكبار الصقر، لا أعرف.



(2)

البارحة كانت ليلة "قمر الذئب"، تكوّنت حول القمر هالة جميلة وواضحة جدًا، عرفت هذا من الصور التي شاهدتها في وسائل التواصل الاجتماعي، تسمّى بهالة الشتاء. لم أتمكّن من رؤيتها بالعين المجرّدة كما يقال لأنني أقيم الآن في شقة، بلا سطح أو حوش، منفذها الوحيد إلى السماء نافذة لا تسمح لي برؤية القمر، لا أرى منها سوى قطعة صغيرة من السماء خلف العمائر المحيطة. طبعًا مسألة الخروج إلى الشارع لرؤيته غير واردة أبدًا. البارحة وأنا أفكّر كيف أحرمني خيار السكن هذا من رؤية هذه الظاهرة، ورؤية البدر لشهرين متتاليين، من الاستلقاء تحت السماء مباشرة، تساءلت عن حال أهل السجن، أو دعنا ممّن يستطيع أن يخرج حين تنتهي محكوميّته، ما حال المظلومات (#سجينات_منسيات) ممّن دخلن إلى السجن ولم يخرجن منه رغم انقضاء المدّة؟ أو من أودعن دور الحماية نتيجة تعرّضهن لعنف أسري ولم يستطعن مغادرتها؟ أو من تم ترحيلهن من السجون ودور الرعاية إلى دور الضيافة بعد أن انقضت محكوميّتهن –من باب أننا لا نظلم، لا نحبسها في سجن إنّما نحبسها في دار ضيافة-، وطالت استضافتهن هناك، لأنهن نساء يقيّدهن القانون في المملكة العربيّة السعوديّة بموافقة أولياء أمورهن على استلامهن واخراجهن من السجن؟ كم هبّة نسيم بارد قد فاتت عليهن؟ ماذا عن الاستمتاع ببرودة الشتاء في الهواء الطلق؟ المطر؟ مشاهدة ظواهر القمر العملاق والوردي وهالة البارحة والخسوف؟ ماذا عن عدم تمكّنهن من رؤية النجوم كلما رغبن بذلك؟ كم فاتهن من الحياة؟ إلى متى طيّب؟ اللعنة.

على سيرة القمر، واسم القمر، وبما إننا في ليالٍ مقمرة، هنا مقالة قصيرة عن أسماء القمر المكتمل بحسب الأشهر التي يكتمل فيها والسبب وراء التسمية.
  

(3)

أعدت هذا الأسبوع مشاهدة المسلسل الكرتوني المومين "وادي الأمان" بالدبلجة الإنجليزيّة، كنت أنوي مشاهدته منذ مدّة، فعلت أخيرًا! علق في ذهني مشهد من الحلقة الأولى، لمس شيئًا في داخلي. حينما كان مومين وأصدقاؤه يلعبون "الغمّيضة"، اختبأ مومين في قبعة كان قد جلبها من الخارج –وجدها واقعة في مكانٍ ما-، ليست قبّعة عاديّة، كان هذا واضحًا منذ البدء، حين التصقت في رأس بابا مومين ونزعها بعد جهد، ثمّ حين نشرت غيومًا في المحيط. حين خرج منها، خرج منها مسخًا زهريًا. استنكر الجميع ما هو عليه، وسألوه أين مومين؟ لم يصدّق أحد بأنه هو مومين حينما كان يجيبهم: "أنا مومين."، جاءت ماما مومين، وهي أيضًا لم تصدّق بأن هذا المسخ الزهري ابنها، بكى مومين راجيًا من أمه التعرّف عليه، قائلًا أنه من غير الممكن ألّا تعرفه، من غير الممكن أن تنساه. أسكتته والدته، حدّقت في عينيّه، وما إن تعرّفت عليه وقالت هذا مومين حتى عاد تدريجيًا من المسخ الزهري إلى مومين، ما إن تعرّفت عليه، وصدّقته، حتى عاد إلى نفسه.


(4)

طبعت أسئلة اختباري هذا الأسبوع، سخونة الأوراق وهي تخرج من آلة التصوير ذكّرتني بسخونة لفائف القرفة، التي قضيت الشتاء الماضي في خبزها، وهي تخرج من الفرن. كأن الآلة تخبز الأوراق فتخرج منها مستوية. أما الشق الرائع في هذا، فهو بالتأكيد تظريف الأوراق! وددت حينها لو أنني في عمل مهمتي فيه وضع رسائل أو أوراق وما شابه في الأظرف، قبل أن أسحب الشريط الذي على طرفها الأطول وأغلقه على الآخر ثم أرسلها إلى وجهتها.


(5)

بدأت أستخدم مؤخرًا تطبيق مصاريف، ليساعدني في ضبط مصروفاتي، استخدامه مريح وعملي. أيضًا يوجد تطبيق آخر أستخدمه وأظن أنه مناسب لكل من تنتظر وينتظر الراتب وفقًا للأبراج، تقويم ميلادي وهجري قمري وهجري شمسي، وبه أيضًا خاصية تحويل التواريخ.


(6)

في نهاية 2015م. اقتنيت مذكرة الأسئلة وبدأت أدوّن أجوبتي على سؤال كل يوم. أكملت في 2016 أيضًا لذلك لم أصادف إلا في آخرها أسئلة كنت قد أجبتها قبل عام. مع بدء 2017، بات لدي رصيد أجوبة سنة كاملة، استمتعت بقراءة إجابة كل سؤال كنت كتبتها قبل عام، حدثت مصادفة في سؤال الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير، إذ كان السؤال عمّا فقدت اليوم. في العام الماضي أجبت: "حَلَقِي، يعني أقراطي." في هذا العام فقدت في اليوم نفسه أيضًا قرطي، وأنا أرتدي ربطة شعري في المدرسة، أوقعته في القمامة التي بجانب المغسلة ذات المرآة حيث كنت أقف. كانت إجابتي للسؤال ذاته هذا العام: "أوف! نفس ما فقدت في العام الماضي."، أشعر بحماس من أجل ما سأجيبه في العام القادم، أرجو ألّا أفقد إلا من القرط وما دونه، كما أنني سأحرّص ألّا أرتدي ذهبًا ذلك اليوم!


(7)

بعد أن انتهيت من الكتابة، شعرت أن التدوينة باهتة قليلًا، تردّدت في نشرها في الحقيقة، لكن لسبب مجهول أنشرها رغم ذلك. 

Sharon Nowlan.

هناك تعليقان (2):

  1. زيارة أولى لمدونتك التي أستمعت بقراءتها في كل صفحة بها .. وبالتأكيد لن تكون الأخيرة

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف