السبت، 26 مايو 2018

نظرة على الشعر الشعبي لنساء بادية شبه الجزيرة العربية.



(٠)
قرأت في الفترة الماضية ما استطعت الوصول له من الشعر الشعبي لنساء بادية شبه الجزيرة العربيّة. غير المتفرّق في الشبكة العنكبوتيّة، والذي لن أقتبس منه في هذه التدوينة، هنالك كتاب "شاعرات من البادية" الصادر في جزئين، جمع وشرح وتعليق عبد الله بن محمد بن شبيب بن ردّاس الحربي (١٣٤٢ - ١٤٣٧ هـ) المعروف بابن ردّاس، وكتاب "من آدابنا الشعبيّة"، تحديدًا الجزء الثاني منه وهو المختص بشعر النساء، جمع وتعليق منديل بن محمد بن منديل بن فهيد العتيبي (١٣٣٨-١٤٢٥ هـ)، المعروف بمنديل الفهيد. يوجد كتاب ثالث "شاعرات مشهورات" لكنني لم أقتبس منه، لم يكن فيه شيء جديد في فصل شاعرات الماضي، ولم يلفت انتباهي شيء من قصائد شاعرات الحاضر. جميعها متوفّرة على شبكة الإنترنت. ممتنة شخصيًا لابن ردّاس على جهده العظيم القدير، الذي كلفه عشر سنوات، في جمع القصائد وشرح مفرداتها والتعليق عليها، دون حذف أو تجاهل لأيٍ من هذا التراث الشفهي كما أورد في مقدمته وكما يظهر في صفحات الكتاب، رغم أنه ذكر أنه يود لو يتصدى باحث لينقيه ويبقي على ما يفيد منه إلا أنني أظن أن هذا من أجل أن يدفع عن نفسه الهجوم المتوقع نتيجة بعض الأبيات التي احتواها الكتاب، وإلا لفعل ذلك بنفسه! ممتنّة أيضًا لمنديل الفهيد على جهده المماثل، رغم أن الكتاب ينقصه بعض التنظيم وشروح المفردات إلا أن ما فعله يستحق التقدير. 

(١)
وأنا أقرأ لفت انتباهي تكرر بعض المواضيع المحدّدة التي تعطي صورة لما كان عليه حال النسوة آنذاك، مواقفهن التي سجلنها في قصائدهن هذه من الكدح ومشقة حياة البادية، ومن القيود التي طرأت عليهن حين انتقلن للحاضرة وتحسّرهن على البادية، ورفض الزيجات القسرية، وكراهية الأزواج والطريقة التي تخلّصت بعضهن بها منهم -دعوة خصومهم أو أي فارس لقتلهم.- والتهليل لهذا ومدح من يقوم به. وهذه هي النماذج التي ستحتوي عليها هذه التدوينة، شروح المفردات في معظمها أخذتها من الكتب، وبعضها شرحته أنا، التعليق أيضًا من الكتب بتصرف. تحت كل قطعة الكتاب الذي احتواها ورقم الصفحة. بما أن القصائد بمثابة صورة للمجتمع وتحمل ثقافته، ففي ما يلي بعض التلميحات والتصريحات العنصريّة التي لا تمثل موقفي. نقطة مهمة، كنت أكره شرح القصائد في مادة النصوص، حاولت قدر المستطاع ألّا تشبه التعليقات ما يرد في مادة النصوص، لهذا لم أفصّل كثيرًا، للاستزادة وخاصةً حول القصائد المأخوذة من "شاعرات من البادية" فيمكن الرجوع إلى الكتاب، متوفر بجزئيه الأول والثاني . ملحوظة: ملفات بي دي إف في الرابطين السابقين المقسمة يوجد فيها بعض التكرار والخطأ، بينما ملف بي دي إف الكامل دون تكرار وخطأ. أيضًا يوجد هذا الموقع الرائع، موقع الراوي، كل الشكر للقائمين عليه على التفريغ النصي لمحتوى العديد من الكتب المهتمة بالأدب الشعبي والتراث، من بينها كتاب منديل الفهيد، وجعلها متاحة للجميع، كما يتضمن مكتبة لتحميل الكتب بصيغة بي دي إف ومكتبة فيديو وغير ذلك.



أ- ذم حياة الكدح والبادية.

(١)
لا وا هنيّ الغضي بالبيت يفرش له
ما طرّد العوف في حامي لواهيبه
لا هو بيوحي النداء ولا يقرَّش له
حلال قومٍ ولا أدري ويش أسوّي به.

العوف: البقر، وقد رعته الشاعرة حين سكن أهلها بلدة الدوادمي آنذاك بأجر شهري. حامي لواهيبه: شدة القيظ.
يوحي: يسمع. يقرّش: التقريش، لفظ يستعى به الحمار إذ يقال: قرّش. 
- شلشاء البقميّة. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٣٤)

(٢)
يا بوي وا وجدي على الصبح مطلاع
وجد الطوايا اللي على الماء حيامي
داجن وراجن ثم راحن مع القاع
ما قدمهن غير الدرك والمظامي.

الطوايا: جمع طاوية أي جائعة، تعني الجتئعة من الإبل. حيامي: تحوم.
داجن: ترددن. راجن: انتظرن. 
  • جوزاء المطيريّة.

قالت هذه القصيدة بعد أن انتقلت عائلتها من البادية إلى مدينة جدة، فردت أختها:

(٣)
يا بنت حطّي فوق شاهيك نعناع
كبّي البداوة والبلش والزيامي
ترى البداوة ما تجي لك في الأسناع
عسرة ولا تبني لأهلها سنامي
رحتي تجيبين الحطب والبهم ضاع
وليا الحمير ملاوذة بالظلامي
وليا رجعتِ للعرب عقب مفزاع
ليا ضيوفك مشتهين الطعامي.

كبّي: دعي. 
الأسناع: التيسير والتسهيل. 
البهم: صغار الغنم. 
ملاوذة: مختفية.
مفزاع: خروج وذهاب.
- سمرة المطيريّة. (شاعرات من البادية الجزء الثاني، ١٥٠)

(٤)
من لامني بالغنم يرعاه
ويجرب اللي جرى ليّه
خصًّ لقل الحيا تلقاه
يذكر من ديرةٍ الداويّة.

الحيا: العشب. تلقاه: تحصل عليه. داوية: فلاة شاسعة وبعيدة. قالت الشاعرة قصيدتها هذه ردًا على من لامها على تقصيرها في رعاية الغنم.
  • جوزاء بنت منور الشمريّة. (شاعرات من البادية الجزء الثاني، ١٩٦)

(٥)
وراك ما تويق يا "دبِّي"
على المحينات لك نوبة
يا "دبِّي" الزمل عذّب بي
هيِّيج والهجر عيّوا به
خل المخابيط تشتبِّ
والخيل* والجيش له شوبة
كم واحد طاح وانكب
بالمحقبة علقوا ثوبه.

تويق: تطّلع. المحينات: الممنوعة من الزواج.
الزمل: الإبل. هيّيج: شرس. الهجر: جمع هجار وهو قيد الإبل. عيّوا به: منعوها منه.
المخابيط تشتب: الرصاص يشتعل. شوبة: نقع وغبرة.
انكب: طاح على وجهه. المحقبة: حبل الرحل الخلفي يربط من تحت بطن المطية. تطلب الشاعرة من دبِّي أن يهجم على الإبل ويأخذها لترتاح من رعايتها، ولعل الحرب تشتعل بعد هذا.
  • شاعرة من عنزة. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٢٦)

(٦)
ول عودٍ لاش رحمة ولا قلبٍ يلين
عسى ذودك في نحر قومٍ وأنت تشوفها.

ذود: جماعة الإبل. نحر: أمام. قوم: القوم جماعة تعيش على نهب المال والماشية. قالت الشاعرة هذا البيت في إبل والدها الذي أخرجها في صباح عيد لترعى بها.
  • بخوت المريّة. (شاعرات من البادية - ١٠٩)


ب- ذم حياة الحاضرة وقيودها والتحسر على البادية.

(١)
يا من لقلبٍ كنّ في داخله نار
نار الشويط بعامرات الهبايب
جعل المدينة ما تعدّاها الأمطار
حِطِّيت فيها وأصبح الراس شايب
صكّوا عليّه بين ضلعان وجدار
مثل الربيط اللي بعيد القرايب.

- بنت صنيتان الحربيّة.

(٢)
يا شيب عيني من قعودي بقرية
ومن بيقران ربطها في حلوقها
يا عنك ما سيّرت فيها لجارة
ولا سيّرت رجلي لبيعات سوقها
هنّي بنات البدو يرعن بقفرة
ريح الخزامى والنقل في غبوقها.

  • شاعرة من بادية الدوادمي.
(٣)
بعد التبدوي والعلوم الدلالة
وبيتٍ كبيرٍ للمسايير ميعاد
أكثر هروجه في راعي الدمالة
اللي يسوق العير للبير معواد
أصبر كما تصبر سواني السفالة
سوّاقها يكثر عليها التردّاد.

العلوم الدلالة: الدلال والحرية في البادية. 
أكثر هروجه في: هزأ بي. راعي الدمالة: ناقل السماد. 
يسوق: يقود. 
سواني: إبل السقاية. السفالة: منطقة زراعية في المذنب. 


(٤)
لو كان والله ما خبرنا مداحات
لكن طبع البادية يستوي لي.

ما خبرنا مداحات: ليس في مشقتها ما يمدح.
يستوي لي: يروق لي.


(٥)
يا ليتنا يا "منير" نمشي مظاهير
في وسط حي دايم الدوم نشهاه
ويا ليت ما شفنا السواني على البير
ونصيفهم يا ليتنا ما عرفناه.

مظاهير: الجمال التي تحمل النساء والمتاع في قوافل البريّة.
نصيف: مكيال حوالي ثمن الصاع يستعمل في القصيم.
  • علياء بنت ضاوي الدلبحيّة. (شاعرات من البادية الجزء الأول - ١٠١،١٠٣)

(٦)
بين النخل والزرع بالبيت خِلِّيت
ما به حدٍ بيوسّع الصدر لا ضاق
وأنا من المقعاد والبلْد ملّيت
يالله دخيلك من تواعيس الأرزاق.

- جزعا العجمية. (من آدابنا الشعبية الجزء الثاني،، ٣٣)

(٧)
يا "محمد" صبري على شانك
ومقابل الحضر يا خلي
ينفعني اقفاك واقبالك
حيث إن شوفك ربيعٍ لي
وأشوف ماني على بالك
من عقب يومين تفطن لي.

اقفاك: إدبارك. اقبالك: قدومك.
تفطن: تنتبه. قالت القصيدة في زوجها السديري الذي غادرت من أجله البادية واستقرت معه في قرية، رغم أن حياة الحاضرة لا تطيب لها كما تذكر.

(٨)
يا "محمد" عقب الغلا وش جاك؟
وش غير المذهب الزينِ؟
كان أنت زعلٍ، علي رضاك
منشانك أمشي على عيني
يوم أن قلبي بغى لاماك
حرّمت كل "الشعالين"
واليوم بيّنت لي جفواك
تمرّني ما تحاكيني.

*الشعالين: بني عمّها. 
- نفلاء العنزيّة. (شاعرات من البادية الجزء الأول - ١٢٠)

(٩)
وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين
وجودي على شوف المغاتير منثرّة.

وجودي: أتوجّد. المغاتير: الإبل البيض.
  • بخوت المريّة. (شاعرات من البادية الجزء الأول - ١٠٥)

(١٠)
القلب كنّه يشعرونه بالأمواس
من طين حضرٍ حجّروا به عليّه.

يشعرونه: يجرحونه. حجّروا به: أحاطوا به. 
  • مرسى العطاوية. (١٨٤)

(١١)
يا أبوي ما مثلك رماني بسيف
في ديرةٍ ما منكم اللي نزلها
ما لي "بدارين" ولا "بالقطيف"
ولا بذا الغرفة ولا من دهلها
شفِّي على نضوٍ حباله تهيف
والحرملية يوم يزمي جبلها.

دهلها: ارتادها، وتقصد زوجها، يجتمع في هذه القصيدة كراهية الزوج وحياة الحاضرة معًا.
شفِّي: رغبتي. نض،: جمل. تهيف: تتدلى. الحرمليّة: مورد ماء في عالية نجد. يزمي: يظهر للعين عن بعد.
  • بنت خويلد العجمية. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢١٩)


(١٢)
يا أخوي ما مثلك رماني بسيف
في ديرةٍ ما منكم اللي نزلها
ما لي "بدارين" ولا "بالقطيف"
ولا بذا الحلّة ولا من دهلها
شفّي على وضح حباله تهيف
أسبق من اللي علقوف دقلها
ولقط الزبيدي من ترابٍ نظيف
في قفرة يعجبك ريحة نفلها.

- ابنة ابن حثلين. (من آدابنا الشعبية الجزء الثاني، ١١٤)

(١٣)
قل له تراي من السّعة طحت بالضيق
كنّي بحبسٍ في طويل المباني.

  • شاعرة مجهولة. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٤٣)


ج- الدعوة لقتل الزوج والتهليل لهذا.

(١)
نعمٍ بربعي هل العادات "جبلان"
كم طلّقوا من هنوف قبل ملدودة.

ملدودة: ناشز عن زوجها وهو متمسك بها، تعني أن قومها خلصوها منه بقتله مفتخرةً بمعروفهم هذا الذي يصنعونه للنساء بقتلهم أزواجهن في المعارك.
  • شاعرة من الجبلان. (١٤٢)

(٢)
أن كان خلّه حايل دونه ابعاد
أنا عشيري حاضر ما حصل لي
تكفون يالفرِّيس من نسل "عبّاد"
لعل ردّة خيلكم فزعة لي
"جهز" زبون اللي تحورد تحوراد
و"قعدان" يا زبن المخيف المذل
تراه على حمرا يسرب للاسناد
وهو على أطراف السبايا يدلي.

حايل: حال دونه. عشيري: من أحب. 
الفرِّيس: الفرسان. ردّة: عودتها للهجوم. فزعة: نجدة.
جهز: تعني جهز بن شرار، أحد فرسان مطير. زبون: ملاذ.  تحورد تحوراد: تتمايل في المشي من الألم.
قعدان: فارس آخر. زبن: ملاذ. المخيف المذل: الخائف الذليل. حمراء: فرس حمراء. يسرب: ينطلق ركضًا. الاسناد: لقاء الخصم. السبايا: الخيل. يدلّي: يهوي عليها بالضرب.
وجهت القصيدة لفارسٍ من قبيلة "مطير" ماتت زوجته وظل يبكيها بجوار قبرها، وهي تطلب منه إن كان هذا ألمه على خليلة لا سبيل له إليها أن يقتل زوجها ويفتح لها سبيلًا لمن تريد.

  • نورة السيحانية. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٧٢)

حين سمع رجال مطير القصيدة أسروا زوجها وأجبروه على طلاقها فطلقها، ثم أرسلوا لها هذين البيتين:
حنّا أسرنا "شايد الحنتير"، ومهارنا راجت عليه. (مهارنا: خيلنا. راجت: داست.)
لعيون لبّاس الحرير، اللي يوصينا عليه.

(٣)
تكفون من عاداتكم يا شبابة
ارموه كود الله يقود السهومِ
تكفى يا ابن مهرس معشّي الذيابة
عاداتكم يا عجير فكّ اللزومِ.

كود: لعل. يقود السهوم: يسدّد الضربة.
  • شاعرة من عتيبة. (من آدابنا الشعبية ٢، ٨٩)

(٤)
تكفى يا "ابن مهرس" زبون المخلّاة
أنخاك تفزع يا زبون الجلاوي
افزع بأهل هجنٍ من الغرب تقداه
عليه من شغل النصارى بلاوي
ولا وصلتوا للقليب المسمّاة
قلّط سبورك لا تعد الحراوي
تراه بيّن للموصف حلاياه
يضرب مضاريب الخطر ما يراوي
وإليا عطيت الوصف كنّك تحلّاه
احفظ ليا منك عرفت اسم "ضاوي".

  • عايضة المطيريّة. (من آدابنا الشعبية الجزء الثاني، ٨٩)

وللقصيدة السابقة رواية أخرى:
(٥)
تكفى يا ابن مهرس زبون المجنّاة
أبيك تفزع يا زبون الجلاوي
… ليا وصلت إلى القليب المسمّاة
قلّط سبورك لا تعدى الحراوي
تراه بيّن كان تجهل حلاياه
يضرب مضاريب الخطر ما يراوي
وليا عطيت الوصف كنّك تحلّاه
واحفظ ليا منك عرفت اسم ضاوي.

زبون: ملجأ. المجنّاة: الذي ارتكب جناية. الجلاوي: المنفي والمبعد.
قلّط: قدّم. سبورك: عيونك وجواسيسك. الحراوي: المظان.
حلاياك آوصاف. يضرب: يقدم. مضاريب: طرق. يراوس: يتردد.
تحلاه: تبصره. احفظ: سدّد ضربتك.
- مطيرة العتيبية. (شاعرات من البادية الجزء الثاني، ٨٨)

(٦)
أطلب عسى شوقي يوافيه "منديل"
بأرض العسيبيات بأرض بياحي
يلقاه عند محاصنات المخاليل
يجيه من بين الدبش والطياحي
عساه لا جانا صدوق الرجاجيل
يقول شوقك يا أريش العين طاحي
غمز صوابه ما لحقناه بالميل
يا ريف قلبي يوم زج الصياحي.

يوافيه: يقابله. منديل: عدوّ زوجها. تتمنّى أن يلتقيه عدوّه ويقتله ويأتيها رفاقه بخبر مقتله ليسر قلبها بصياح النسوة عليه.
- شاعرة. (من آدابنا الشعبية الجزء الثاني، ٢٠٥)


د- هجاء الزوج وكراهية العيشة معه:

(١)
وا شيب عيني حليلي عود
يا شيخ منولٍّ عمّي
يا ول يا حظي المقرود
جاني الجفا من جنين أمي
ما دام قروني شعرهن سود
ما أجيك لو نقّعوا دمّي.

وا شيب: تقال للاستنكار. حليلي: زوجي. منوّلًّ: في وقت مضى.
يا ول: يا تعس. المقرود: الشقي. 
قروني: ضفائري. نقعوا دمّي: آبرحوني ضربًا حتى يسيل دمي. قالت قصيدتها حين حاول أخ لها جبرها على الزواج بكبير في السن.
  • ضيحة الشمريّة. (شاعرات من البادية الجزء الثاني، ١٩١)

(٢)
عطني حبالي ترن ما أبيك
يا حامي الفِطّر الشيبي.

عطني حبالي: طلّقني. الفطِّر: ناقة مسنة.
- شاعرة شمريّة. (شاعرات من البادية الجزء الثاني، ١٥٨)


(٣)
يا يوه أنا بنهزم وأنحاش
ماني على النذل مردودة.

يوه: أمي. أنهزم وأنحاش: أهرب. مردودة: عائدة.
- شاعرة شمريّة. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ١٩٥)


(٤)
لقيت بأكل السم يا عمّ يا راحة
أخير من رجلٍ بليتن بلاماه
شفِّي سبيعي يتالي طياحه
أخير من قصر "ابن عسكر" ومبناه
إن متِّ حطوني بوسط البياحة
قبري على درب المظاهير تاطاه.

لاماه: الاجتماع به.
يتالي: يتابع. طياحه: إبله المنتشرة في الفلاة. ابن عسكر: الرجل الذي أجبرها عمّها على الزواج منه.
البياحة: الأرض الواسعة. المظاهير: الإبل التي تحمل النساء والمتاع وقت الرحيل. يقال أن الشاعرة تناولت السم حقًا وقضت نحبها إثر ذلك.
  • الجازي السبيعية. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٥٣)


(٥)
يا حتّ مكنوني على ما مضى حتّ
حت الورق من يابسات الغصون
إن كان هالحالة علي طولت، مت
عزّي لمن مثلي يموت مغبون.

حتّ: تساقط. 
هالحالة: تعني استمرار زواجها بمن لا تريد. مغبون: مقهور.
  • عمشاء السعد القحطانية. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ١٨٩)

(٦)
يا شوق ما تطلقن وأجزاك
عدَّك بنا عامل طيب
يوم إن عيني تبي لاماك
ما طعت أنا كل خطِّيبي
واليوم عيني تبي فرقاك
دايم دموعي على جيبي
تلقى عوض عاشقة تشهاك
وألقى عشير يهلّي بي.

شوق: زوج. أجزاك: أعطيك مكافأة. عدِّك: عد نفسك.
تشهاك: تريدك.
  • شاعرة من شمر. (١٩٠)

(٧)
لعل من جوّزن "دلبوح"
يمشي مع الناس "سيداني"
عساه في غزوته مذبوح
لو كان شيخٍ وابن داني
غديني آخذ وزين الروح
حبّه عن النوم قزّاني
ما غير أشوفه بلا مصلوح
ترعاه عيني ويرعاني.

سيداني: من قوم يقال لهم السيدان وهم مغموزو النسب. 
ابن داني: قريب لي.
قزّاني: منعني.
مصلوح: طائل.
  • شاعرة من شمر. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ١٩٦)

(٨)
ليت شوقي مثل شوق "سميّحة" مذبوح
ولّ يا عصر الندم ما عاد به مصلوح
شربة الماء من قصير البيت فيها منّة.

شوقي: زوجي. مذبوح: قتيل.
قصير البيت: جوار البيت.
  • سليمى بنت زيد ابن الرقعاء (شاعرات من البادية الجزء الأول، ١٩٧)

(٩)
عسى الصغيّر بيننا ما يربّى
عساه ما يلعب على فرخ جربوع.

تتمنّى ألّا تنجب من زوجها كرهًا له، فارقته لاحقًا.
- مويضي البرازيّة. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٠٢)

(١٠)
يا والدي حطيت بالقلب مسمار
بجواز كره ربي اللي نوى به
يا والدي ربي يجيرك من النار
عذلك شلع قلبي وجدد صوابه
فرقى طيورٍ لجلجت وقت الأسحار
فرّقهن المولى سريع الإجابة.

شعب: شطر.
فرقى: لعل فراقنا فراق الطيور التي تنهض بكرةً. قالت القصيدة حين تركت زوجها وأراد والدها أن تعود إليه.
  • شاعرة من القصيم. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٨٠)

(١١)
والله ثمان أيمان للشوق ما أسير
لو تشتبه فرقاه هي والفضيحة.

  • شاعرة من شمر. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ٢٨٤)

(١٢)
يا عم طلّقني من ابنك كمنّه
رقود الضحى ما هو لعيني يشوقها.

كمنّه: حيث أنه. يشوقها: يروق لها.
  • شاعرة من نجد. (من آدابنا الشعبية الجزء الثاني، ٦٨)


(١٣)
قلبي كما طيرٍ يرفرف جناحه
يبي يطير وشابكته المحابيل.

المحابيل: الشرَك. قالت القصيدة بعد أن بات ابن عمها الذي تريده في بيت زوجها، فسمعها زوجها وطلقها وتزوّجت من ابن عمها.
  • شاعرة سبيعية، ابنة عم الفارس سعد بن قطنان. (من آدابنا الشعبية الجزء الثاني، ٣٠)


(١٤)
الزوج أنا حرّمت ما أطبّ بيته
حتى مغيب الشمس يرجع بتشريق.

أطب: أدخل. بتشريق: من المشرق.
  • شاعرة مجهولة. (شاعرات من البادية الجزء الأول، ١٥٩)



* تذكرت تساؤلًا قد دار في ذهني أثناء قراءتي لرواية "زمن الخيول البيضاء" عن مفردات مثل خيل وخيول، فأجريت بحثًا حينها عن المفردات المرتبطة لأعرف ما تطلق عليه. وأقتبس مما كتبته حينها في قودريدز:

 بدايةً، خيول ليست جمع خيل، إذ أن مفردة خيل التي تعني أفراس -جمع مفردة فرس- في الأصل جمع لا مفرد له من لفظه، وتعني أيضًا الفُرسان. ورد في لسان العرب ما نصّه:

«الخَيْل: الفُرْسان، وفي المحكم: جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه؛ قال أَبو عبيدة: واحدها خائل لأَنه يَخْتال في مِشْيَتِه، قال ابن سيده: وليس هذا بمعروف. وفي التنزيل العزيز: وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِك ورَجْلِك، أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك. والخَيْل: الخُيول. وفي التنزيل العزيز: والخَيْلَ والبِغال والحمير لتركبوها.
وفي الحديث: يا خَيْلَ الله ارْكَبي: قال ابن الأَثير: هذا على حذف المضاف، أَراد يافُرْسانَ خَيْلِ الله اركبي، وهذا من أَحسن المجازات وأَلطفها؛ وقول أَبي ذؤيب: فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما، وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ثَنَّاه على قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وقوله بطل اللِّقاء أَي عند اللقاء، والجمع أَخْيالٌ وخُيول؛ الأَول عن ابن الأَعرابي، والأَخير أَشهر وأَعرف. وفلان لا تُسايَر خَيْلاه ولا تُواقَفُ خَيْلاه، ولا تُسايَر ولا تُواقَف أَي لا يطاق نَمِيمةً وكذباً. وقالوا: الخَيْل أَعلم من فُرْسانِها؛ يُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء عنده فتجده على ما ظننت. والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول.»

أعود للمفردات التي التبست علي -اقتبست المعاني من المعاجم المختلفة-:
فرس: حيوان لبون يتخذ للركوب والجر. من أشهر أنواعه الفرس العربي. للذكر والأنثى.
الفرس واحِدُ الخيْلِ  الذكر والأنثى في ذلك سواءٌ. والجمع: أفرَاسٌ، وفُرُوسٌ. 
ويقال للذكر منه « حصان »، وللأنثى « حجر ». المُهر هو الوليد، الجواد صفة للفرس، النجيب من الخيل والجمع جياد -وليست ذكر الفرس الصغير- وفي التنزيل: « إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ.» الفَرَسُ : و الخَيْلُ جماعة الأفراس (لا واحد له من لفظه)،  الخَيْلُ: الفُرسان، والجمع: أخيال، وخُيُول.



هناك تعليقان (2):

  1. مبحث شعري رائع جدا

    شكرا لك

    ردحذف
  2. السلام عليكم المحينات: الممنوعة من الزواج
    ف الشمال ومادرجت عليه العاده الحينة هي التي لم تحلب من الابل والغنم وجمعها المحينات والله اعلم

    ردحذف