جربت تلفاز آبل+، اشتراك تجريبي شاهدت فيه البرنامج الصباحي ودكنسن، لم أفكّر بالتجديد إذ لم أرغب بمشاهدة شيء آخر، لكن غافلني التجديد التلقائي وجدّد قبل أن أنتبه وألغي، وصار لدي من دون رغبة اشتراك شهر في تلفاز آبل+، تصفّحت المكتبة مجددًا علّي أجد شيئًا أتابعه ما دام الاشتراك ساريًا، فوقعت عيني على «Ghostwriter» الذي ظننته فورًا يحيل إلى الكتابة الشبحيّة أو كتابة الظل في عالم التأليف، وقد تعجّبت قليلًا حين علمت أنها قانونيّة في معظم الدول، بالتحديد تلك التي يتلقى الكاتب الشبح الفكرة والخطوط العريضة للكتاب من الراغب في نشر كتاب غير أن المهارة تخذله، ويتولّى بعدها الشبح كل ما تبقى بما يقتضيه العقد بينهما، بل حتى ثمة وكلاء للكتاب الأشباح. من وجهة نظري يبدو هذا مقبولًا في كتابة السير أو المذكرات، لكنني لم أتقبّله بعد في بقية الأجناس الأدبيّة والأبحاث والمقالات وخلافه، أما عبث الكتابة الشبحيّة التي يقوم فيها الكاتب الشبح بكل شيء من الفكرة وحتى آخر نقطة في العمل وكل ما على المستفيد من الخدمة أن يضع اسمه على الغلاف وحسب فلا أدري عن تصنيفها في قوانين تلك البلدان.
.jpg/250px-Ghostwriter_(logo).jpg)

في النسخة الحديثة التي تعرض على تلفاز آبل+، عاد المسلسل بفكرة مستحدثة تتمحور حول أهمية الأدب والتفاعل معه، عبر تعريف المشاهد بكلاسيكيّات أدب الأطفال مثل «أليس في بلاد العجائب» و«كتاب الأدغال» إضافة إلى أدب الأطفال المعاصر، حتى الآن تناول المسلسل عملًا واحدًا من الأدب المعاصر وقد كتب خصيصًا من أجل المسلسل. الجدير بالذكر أنه بالتزامن مع عرض الحلقات تباع إصدارات من هذه الأعمال متوافقة مع مجريات الحلقات، تتضمن ألغازًا وألعابًا واستراتيجيّات قراءة ومسارد مفردات مصاحبة للقصة. في هذه النسخة يطلق شبح مكتبة الحي شخصيّات القصص فتغادر الكتب لتتداخل مع حيوات الأطفال وتسبب لهم بعض المتاعب إلى أن يعيدوها إلى أوعيتها بالتفاعل مع حكاياتها وحل بعض المشكلات القائمة. أحببت هذه النسخة الحديثة، تابعت كل حلقاتها الموجودة حتى الآن (سبع حلقات) وأتطلّع للحلقات القادمة. استأت قليلًا من جهلي حين لم أتبيّن من أي كتاب خرجت الشخصيات في الحلقتين السادسة والسابعة، وإذ بي لم أسمع به من قبل حين كشفوا عنه، ليس إلمامًا بكل ما يصدر، لكنني توقعت أن يكون تخمينه سهلًا ما دام يستهدف الأطفال واليافعين، بحثت عن الكتاب وإذ به قد أُلِّف خصيصًا من أجل المسلسل فحل ارتياح مكان الاستياء. ثمة مسلسل آخر أيضًا «Helpster» من إنتاج ورشة سمسم «Sesame Workshop» وآبل للأطفال في سن ما قبل المدرسة متوفّر على تلفاز آبل+ وجميعها بترجمة عربيّة.
بالحديث عن برامج الأطفال التعليميّة، جدير أن نذكر العربيّة منها والتي نلت منها الفائدة في صغري وتلك التي عرفتها لاحقًا: «مدينة المعلومات» و «افتح يا سمسم» و«المناهل -هنا قائمته على يوتيوب-» و«دمتم سالمين»، وبرنامج آخر لا يحضرني اسمه ولم أستطع معرفته لكن به فقرة «نادي اللغة العربيّة» يتطرقون فيه إلى النحو والصرف كان يعرض وقت الأصيل على القناة السعوديّة الأولى، سأسرّ إن زودني أحد باسمه، وبرنامج لتعليم الرسم يعرض وقت الظهيرة على القناة السعوديّة الثانيّة كلاهما في بداية الألفيّة. ثمة أيضًا المسلسل الياباني المدبلج الرائع «ينابيع المعرفة» وعبارته الشهيرة: «هيّا بنا كوميسان، هيّا لنعرف الحقيقة.» ومثيله أيضًا «اسألوا لبيبة». لا أعرف برامج ومسلسلات الأطفال الحاليّة، وأي القنوات جيد، لكن يبدو أن قناة جيم تؤدي عملًا حسنًا -شاهدت لهم الأمير الصغير وهو متوفّر على يوتيوب هنا- وهي خطوة جيّدة في التعريف بأدب الأطفال. سأسرّ أيضًا إن أضيفت في الردود اقتراحات لبرامج أطفال ملائمة لمختلف الأعمار تضاف لهذه التدوينة.
