الاثنين، 27 يوليو 2020

ردًا على تخطئة «المِحاح/ المحَّاح» لقاء «Grandstander/ Grandstanding».

أودّ أن أعلق تعليقًا ضروريًا على ما ورد في مقالة هند هيثم «كارِّن وأخواتها والليبرالية الجديدة» المنشورة في القدس العربي، في التاسع والعشرين من حزيران. إذ تطرّقت المقالة في فقرة لبعض ما ورد في مقالة أنطونيا كايس «المحَّاح في العائلة» -والتي ترجمتُها إلى العربيّة ونشرتها منصة معنى (هنا رابطها)- يعنيني منها هذا الجزء:  







ردًا على الإلماح بخطأ استخدام «المِحاح/ المحَّاح» مقابلات للمفردتين الإنگليزيّة «Grandstander/ Grandstanding» الوارد في المقال سأستشهد بثلاث معاجم إنجليزيّة «أكسفورد، ولونگمان، وكيمبرج» وهي متوفّرة على الشبكة في تبيين أن التعاريف المرتبطة بمفردة «Grandstand» ومشتقّاتها «Grandstander/Grandstanding» لا تنطوي على إقرار بـ «موقف عظيم إزاء قضيّة يعتبرها [أي الفاعل] أخلاقيّة لكن غيره قد لا يتفق معه فيه …» كما يقول المقال المنشور في القدس العربي، أي لا تقرّ بأفضليّة لصاحب الفعل، إذ ترتكز المعاجم -سأورد تعريفاتها بالأسفل- بصورة واضحة على أن الهدف منه جذب الانتباه المضلّل أحيانًا أو المخادع «التصرف بطريقة استعراضيّة لجذب الانتباه إلى النفس لإرضاء جمهور … خاصة المصمم للتّضليل أو الخداع.»، كما تُرد دوافعه إلى «الرغبة في جذب الانتباه أو حصد القبول» أو «السعي لجذب انتباه إعلام أو جمهور مختار، بطريقة محسوبة لتحقيق هذا الهدف.» ولو نظرنا إلى معجم رابع «ميريم ويبستر» لوجدنا ملحوظة تتعلق بهذا الفعل: «مُستنكر عادة.» أما المفهوم الذي قدّم له مؤلفا الكتاب -وهم أول من كتبا عن هذا السلوك في نطاق الأخلاق- فهو: «استخدام الخطاب الأخلاقي للترويج الشخصي أو الدعاية الشخصيّة، … دون كثير من الاهتمام بمساعدة الآخرين» وفي ورقة نشراها في «Philosophy & Public Affairs» ذكرا ارتكازهما في تحديد هذا السلوك على مزيّتين أساسيّتين: 

أولاهما: الرغبة في الحصول على تقييم أخلاقي إيجابي (رضى وانبهار) من جمهور مستهدف.

ثانيهما: أنه يحقق هذه الرغبة عبر الكلمات. 


أثناء ترجمتي، لم أجد أي معجم ثنائي (إنجليزي - عربي) يورد «يمحّ مقابلة للإنگليزيّة (Grandstand) ومِحاح لـ (Grandstanding) ومحَّاح لـ (Grandstander)» اطلعت على خمسة معاجم ثنائية لم تورد ولا واحدة منها أيًا من هذه المقابِلات بالعربي، فكانت المقابَلَة اجتهادًا شخصيًا رأيته صائبًا وما زلت أراه كذلك، إذ تحقق المفردة العربيّة التي اخترتها أهم مزيّتين فيما يتعلّق بالخطاب الأخلاقي: 

١- السعي وراء الرضى والتقييم الإيجابي.

٢- الاستناد إلى الكلام دون فعل.

إذ ورد في لسان العرب: «مَحَّاحٌ: كذاب يُرْضِي الناسَ بالقول دون الفعل؛ وفي التهذيب: يرضي الناسَ بكلامه ولا فعل له.»


لا أنزّه نفسي عن الخطأ بالطبع، لكن أحسب نفسي متحرّية للصواب والدقة في عملي، وأعرف أنني مهما تحرّيتهما فالخطأ  والزلل وارد، جلّ من لا يخطئ. ولستُ أتعنّت ضد الاعتراف بأخطائي إن وقعت، بل وأتهكم عليها أحيانًا إذا ما انتبهت إليها أو انتبه إليها ونبّهني من يقوم بالمراجعة. إنما هذا توضيح تقتضيه الأمانة العلميّة لإزالة أي لبس قد تسببّت به الفقرة أعلاه، ولهذه الغاية اقتضى التّوضيح هنا في منصة عامة لا في مراسلة بيني وبين الكاتبة التي لم أجد لها وسيلة تواصل أبعث به إليها لإطلاعها على تعقيبي. 







__________________


التعريفات في معجم أكسفورد:



 ورد في تعريف «Grandstander»:

 a person whose words or actions are motivated primarily by the desire to attract attention or gain approval


وفي تعريف «Grandstand»:

 «to seek to attract favourable public or media attention; to speak in a manner calculated to achieve this


وفي تعريف «Grandstanding»: 

«The action, practice, or fact of behaving in a showy or ostentatious manner in an attempt to attract attention to oneself or impress an audience; a show of inflated and empty rhetoric, esp. one designed to misdirect or hoodwink




في معجم كيمبرج:



 ورد في تعريف «Grandstander»:

 «someone who acts or speaks in a way that is intended to attract attention and impress people watching:» 



في معجم لونگمان:



ورد في تعريف «Grandstanding»:

 «an action that is intended to make people notice and admire you»