الأحد، 18 يناير 2015

راي هو بستانيّ بيتنا، لا أنا.

 جويس كارول أوتس وزوجها رايموند سميث









من مذكرات "قصة أرملة" للأديبة والناقدة الأمريكيّة جويس كارول أوتس، كتبتها بعد وفاة زوجها الأول، رايموند جوزيف سميث (1930 -2008م.)، مُحرّر مجلة "أونتريو ريڤيو" الأدبية، الناشر، الناقد والأكاديمي.
ترجمة: ريوف خالد.


 "في الحقيقة، راي قد زرع شجرة القرانيا البيضاء المزهرة هذه بنفسه قبل سنوات عدّة. يفخر راي بهذه الشجرة الصغيرة بشكلٍ خاص، يشعر تجاهها بحنان استثنائي؛ حيث لم تنمو في بادئ الأمر، لقد تطلّبت عناية فائقة، وعليه فإن بقاءها جزء هام ممّا تعنيه لنا، جزء هام من جمالها. إذا ما رغبت أن أُطري زوجي أو أُبهجه، إذا ما احتاج إلى ذلك، كما تفعل زوجة، فما عليّ إلا أن أتحدّث عن شجرة القرانيا، هذا الحديث عادة يبعث ابتسامته. لأن راي هو بستانيّ بيتنا، لا أنا. مثلما أنّه مُحرّر مجلة أدبيّة محبوب من قِبل من حرّر ونشر كتبهم، فهو مُحرّر الأشياء الحيّة. إنه لا يبدعها أو يُسبب حياتها، إنما يرعاها ويهتم بها، يُتيح لها أن تُزهر وتزدهر وتطرح الثمر. مثل التحرير، يتطلّب عمل البستانيّ صبرًا لا منتهٍ وإيثارًا حقيقيًّا وتفاؤل. على أيّةِ حال، أحب الحدائق، وأحب حديقة راي بشكلٍ خاص، في الصيف وبداية الخريف. ... البُستانيّ هو المتفائل المثالي، حيث لا يؤمن بأن المُستقبل سيُثبت وجود ثمار لجهوده وحسب، إنما يؤمن بالمستقبل."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق