السبت، 9 فبراير 2013

ضيّعت الرقم، لكن عن قرطاسيّتنا أتحدث.



(1)

كنت مع أخي اليوم في القرطاسيّة زرتها من أجل مرجع دراسي، لم يخطر ببالي أنني سأُفكّر في الحصول على كتابٍ غيره لأنني قد حفظت رفوفها الضئيلة والتي لا شيء فيها جيّد غير المراجع الدراسيّة، وبضع كتب قليلة طالعتها من قبل ولم أُفكّر في الحصول عليها. عندما توجّهت للزاوية المُخصّصة للكتب وجدتها قد اتّسعت، والكتب فيها كثيرة، مجلّدات أيضًا وطبعات جميلة. أخذت المرجع الذي أريد ورحت ألفّ على بقيّة الكتب وأنا أقول لأخي :"يا حليلهم، تعدّلوا" وهو يُشير إلى كتبٍ لا أحسبها مناسبة، هي في الواقع سيئة، بصراحة هي غير محترمة ولا تحترم الإنسان وكان أخي يفعل هذا سخريةً ويُتابع :"خذي هذا" ويضحك. رددت :"خلني لين أنهبل" فقال :"والله لو تنهبيلن بعد، ما أخليك تشيلينها." كان من ضمن المجموعة الموجودة دواوين لشعراء الجاهليّة وصدر الإسلام، وفيه ديوان أبي بكر الصديق عليه السلام وأنني سأبتاعه في المرة القادمة لو بقي، فاتني أن أقوم بدسِّه في الأسفل. يوجد أيضًا سلسة كتب للدار اللبنانيّة المصريّة وهي تراجم منها عن أبو ريشة ومحمود درويش وهي ممّا وضعت تحت القواميس كي لا يستدل أحد إليها. أخذت مرجع دراسي An Introductory to English Grammar  وكتاب نظريّة الترجمة الحديثة و Notes Towards the Definition of Culture  و Doctor Faustus وكان هنالك عدة كتب جميلة لكن ليس معي وأخي ما يكفي، واعتقدت أن ما معي يكفي لهذه الأربعة لكن المُحاسب خيّب هذا وخرجت بالكتابين الأولين فقط وتركت عنده الأخيرين دون أن أقوم بوضعها مع ما "نشّنت" عليه أسفل الرفوف وتحت القواميس.


 


(2)


قبل أكثر من عام ذهبت مع والديّ إلى القرطاسيّة ذاتها وابتعت كتاب An Outline of English Literature ولهذا الكتاب قصّة. كان أستاذنا لمادة المسرحيّة يُعطينا من هذا الكتاب ومن مصادر أخرى، لكنه لم يعطنا اسم المرجع فهو لم يُطالبنا به. بعد إحدى المحاضرات ذهبت إليه لأستفسر عن المرجع وقال أنه يعتمد على مراجع كثيرة، أخبرته أنني أريد المرجع الذي أخذنا منه الجزء الفلاني ولكنه امتنع عن إخباري، قال أنني سأُسهب في قراءته وأُهمل المنهج الأصلي، وقد يؤثر على سيركِ مع المحاضرات. حين عدت إلى المنزل جلست أبحث بالجزء الذي عنيته وعرفت أنه من هذا الكتاب، وكان ثمنه في أمازون قرابة 100 ريال وفي العبيكان 120 ريال، وبعد أيّام حين ذهبت إلى القراطسيّة وجدته بثمانية وعشرين ريال أخذته وأنا سعيدة بهذا الفرق! تبيّن لي مؤخرًا أن طبعة النسخة التي معي رديئة من حيث الخط والطبعات الأخرى خطّها مفهوم وواضح وقابل للقراءة. وفي غمرة تلك الفرحة ذهب أبي إلى سوق الأطعمة ونزل مع أمي وقالا تعالي معنا، نزلت ومعي الكتاب في كيس فقالت أمي أعيديه للسيّارة –كنا حينها لم نبتعد عندها- فقلت أخشى أن يسرقه أحد. ضحك مني أبي وقال لا أحد سيسرقه، ولو سرقه أحد سيُعيده بعد أن يعرف أنه كتاب، وإن لم يُعده سأبتاع لكِ واحدًا، فتركته في السيّارة وذهبنا نتسوّق. الآن وأنا أذكر هذا الموقف أضحك على ما فعلت، كما يبدو هذا مثيرًا للسخرية. لا أدري كيف فكّرت بمثل هذه الأفكار!


(3)
فيلم صامت قصير طريف: "الرجل واللص" : هنا
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق